Friday, April 13, 2007
ما ينفعش ما تتحبش

في عز ما تكون الدنيا واخدة الواحد... تنادينا تلاقينا في ثانية الكل في واحد,

التقيت بها في المكان المتفق عليه, عرفت فيما بعد انها تحب الأ ماكن المتميزة... وجدت التمثال يقف بشموخ في وسط الميدان و حوله بعض من الأسوار الحديدية المقلوبة تنم عن عدم اهتمام بوجوده و كأنه غير مرئي... حدثتها عبر الهاتف... أين انتي.؟... ووجدتها اتية من بعيد.... تفتح لي ذراعيها ...تعودت ألا أنظر أبدا لها و هي تفتح لي كيانها.... أمس فقط,,,, بعثت لي من روحها فتاه كالحلم لتفتح لي ذراعيها و تساعدني لاكتشاف كيانك يا مصر....
بداية رحلتنا كانت الموصلات.... كنت أحدث نفسي: ياااااااه من زمان أوي ماركبتش مواصلات..... و ظللنا نتحدث ثم فجأة وجدتها تقول: مية أربعة و خمسين , اجري.... و ركضت و أنا أتزاحم مع الراكضين و أضحك من هذا الشعور الذي سابقا كنت أمقت كل لحظاته من ثانية ركوبي حتي نزولي من وسيلة الموصلات... حدثتني كيف ان بمقدورنا نحن الميسوري الحال أن نركب أفضل الموصلات و لكنها تحب التحامها بهؤلاء البشر و النظر في وجوهم و استشفاف أفكارهم و حيواتهم...... حتي نزلنا في المكان المراد.... لننتظر وسيلة مواصلات أخري لكن هذه المرة طلبت مني " أتشعبط" و أنا أضحك و قد سايرتها بس الحمد لله "ماتشعبطتش" و كملنا كلامنا حتي هبطنا مرة أخري في المكان المراد.... وجدتني أشهق.... هي مرتي الثالثة منذ كنت في ابتدائي اتي الي هنا.... لطالما تمنيت الذهاب و لكن هذا الجزء من العاصمة لا أفقه فيه شئ و لا بي من الجراة ما يكفي للذهاب بجهلي هناك..... وجدتها بدأت تتحدث عن تاريخ المنطقة و باستفاضة و أسلوب مشوق,,,, و مرور العصور المختلفة,,,,, عرفت انها تحب فن العمارة ... هو شئ من أشياء كثيرة تحبها ....حينما تلمسها تتعجب كيف كل هذا الثقل الفكري وراء هذا المظهر الخفيف من الروح و الظل.... تشبهينها انتي يا مصري... كل هذا التاريخ الثري بمختلف العصور و الأحداث الغنية بالتاريخ القيم يتنكر وراء عشوائية خفيفة الظل تبتسم لنا دائما..... أجدها تقول: أنا محظوظة اني اتولدت في مصر...... و أقول لكي يا مصر: انتي المحظوظة ببعض أبنائك الذين مازالوا يعشقونك رغم زحف الطين من الأرض ليتسلق و يظل معلق في الهواء حتي أعمي أبصارنا عما نكون...... ظلت تتحدث في التاريخ و العمارة و أنا أسمع لها و أقول: كمان يا ماما لم أشبع بعد.... أعشق أبي و أمي,,,لم يتوانوا لحظة في رعايتنا و توجيهنا التوجيه الصحيح, أعتب عليهم لوضع أرقي الأطباق و أشهاها أمامي و وضع طبق شعبي بعيد المنال عني و خوف منهم علي لأن الطريق ليس بالهين للوصول لطبقك الشعبي هذا و ملئ بتجارب غريبة و مثيرة لا يدرون كيف تكون نهايتها....... أول مرة أحس ان الكشري جميل أوي كدة.... فعلا كانت أول مرة اكل كشري خارج المنزل و في أطباق حديدية... ظللنا نتحدث و نتحدث و لم يمضي علينا سوي ساعتين و نص شعرت اني أفهمها بأعماقها...لست فيلسوفة و لا أعرف كيف تخرج الفلسفة في شكل كلمات رائعة....لكني أفهمها دون كلام.....خشينا أن يأخذنا الحديث عن استكمال الرحلة..... ...الأزهر الشريف....دخلنا و تمشينا في الباحة و هي تشرح لي الفن الاسلامي حتي أذن المؤذن... لست ممن يحبون ادخال المشاعر في تفاصيل الحياة و أتعجب ممن يتحدثوا عن شعور وهمي يشعروه يملئهم....ربما أنا عملية جدا و أميل للتفكير المادي... ربما هي من المرات القلائل التي شعرت فيها شعور عجيب يملؤني و أنا أسمع الاذان في هذا المكان.... لقد تعودنا سماع الاذان حتي خانتنا اذاننا و تركتنا بدون أن نستطيع الاستمتاع به... هو شعور لا يوصف لكنه محظوظ من يملؤه هذا الشعور .... لم أخش من سقوط دموعي أمام أحد فهي لك وحدك يا من أعلم بحالنا و أنفسنا و خبايها و دهاليزها الني لا تنتهي يا ربي.....نعم أعلم بداخلي طاقة نور جبارة لكنها تخرج ببطئ شديد يجعلني أفقد صبري علي نفسي أحيانا... أقام الصلاه.... انهمر المطر في وقت انهمار دموعي ..وثقت أنها رسالة منك ليكون أول يوم أري به هذا المكان مصحوب بالخير و الراحة و الأمان مهما امتلأت دنيانا بالمصائب و الحزن و الهم و خيبة الأمل و الحسرة و التخبط..... جلسنا هناك سويا نتحدث بعدما ابتلت أقدامنا من الوقوف في الباحة وقت انهمار المطر,,, و ظللنا نتحدث حديث كأننا أعز الأصدقاء...خيم الظلام و خشينا ألا نلحق ماكنا قد أتينا من أجله.... في وقت الليل و الشوارع تلمع بعدما توقفت الأمطار.... هذا هو الحسين.... تجد انك تقف كأن الشارع يتسع من كل النواحي بلا توقف....و قد أصبحت المنطقة كلها هذا المشهد البسيط في رواده المهيب في معماره المؤثر في نفسي الانسانية المسلمة المصرية.... خان الخليلي مثل بيت جحا ملئ بالسلع التي تبهر السياح ...مثل البيت اللعبة... و تقف صديقتي الجديدة لتتأمل أشغال النحاس و هي منبهرة بالأبريق ,,,, نتمشي قليلا و نلتقط صور للتذكار بهذه اللحظات القيمة التي سأحفظها الي جانب كل الأحداث المؤثرة في شخصي مدي حياتي...لكنها لن تحفظ فقط في الذاكرة و لكن في القلب أيضا .... ختمنا قربنا من بعض و قربنا معا لله و للوطنية المصرية بكوبين قرفة بالجنزبيل و قد خيم الصمت قليلا... كنت أفكر اني أحببتك جدا و لم ألبث أن عرفتك من خمس ساعات و أحببت حبك للقاهرة و وصفك انها تعيش داخلك.... عالمنا نصنعه لأنفسنا و نعيشه بأجمل لحظاته و أسوء أوقاته و نرضي به.... ما ينفعش مارضاش,,,, ما ينفعش أحس بالذل و الدونية و أنا صاحبة تاريخ و أصالة و فكر و دين .......حزنت لانتهاء يوم طيب....
جميلة انتي و عميقة يا سيدة المرتفعات الشاهقة
عتيقة انتي و جلية يا من نحتار في أمرك و نعود لكي دائما يا أم الأوطان.


كلمات أغنية أهديها لكن أنتن فقط..... ست المرتفعات لولو و مصر
posted by ALiaa @ Permalink ¤4/13/2007 09:05:00 am  
18 Comments:
  • At 4/13/2007 11:49 am, Blogger FATMA said…

    انا زعلانه منك

     
  • At 4/13/2007 4:49 pm, Blogger AbdElRaHmaN Ayyash said…

    بجد جميل اوي
    البوستايه جميلة
    واليوم أجمل :)
    كسبت النهارده فعلا مدونة جديدة .. :)
    salaaaam

     
  • At 4/13/2007 9:45 pm, Blogger basma saghir said…

    انا كمان بحبها قوي وكل ما اكتشفها اكتر بحبها اكتر..لاني مليش مكان يشيلني غيرها..مهما سافرنا واخدنا جنسيات تانية كلها بالنسبة ليا مجرد حبر على ورق..جنسيتي وانا مين في قلبي دايما
    انا مصرية..مش هقدر اكون غير كدة

     
  • At 4/13/2007 10:22 pm, Blogger عالمى ازرق said…

    ماشاء الله بجد اسلوبك فى السرد رائع
    يمكن كمان روح المكان فى الازهر والحسين قليل قوى اما تلاقى مكان يشبهه
    بالرغم من الزحمه اللى هناك الا ان فعلا تحسي ان المكان بيفصلك عن اى شيء خارجه
    بتمنالك كل خروجاتك على نفس القدر من الامتاع
    اللى امتعنا احنا كمان بالمقابل

     
  • At 4/14/2007 12:43 am, Blogger الناي الحزين said…

    السلام عليكم


    مصر هي مصر وهتفضل طول عمرها مصر ام الدنيا

    بس احنا اللي مش عارفين نستمتع بيها عشان روحنااحنا اتغيرت
    وبننسي نستمتع باي شئ حتي باوقاتنا وخروجاتنا وببلدنا كمان

    بس لما الواحد بيروح الاماكن القديمة الاصيلة بترجع في روحه الاصاله وبتعود بطبيعتها الي طبيعة المصريين الجميلة مما يجعلنا نستمتع بكل شئ حولنا حتي باكل الكشري بره البيت

    تحياتي لكي
    ولست المرتفعات اللي خلتك تسترجعي استمتاعك بالاشياء
    وتحياتي الاكبر
    ل
    ام الدنيا مصر
    ربنا يحفظهالنا من كل شر ومن الاعداء

    "اغنية منير دي روعه تحياتي لكي"

     
  • At 4/14/2007 1:40 am, Anonymous Anonymous said…

    عارفة يا علياء ، بجد من زمان اوي مقريتش حاجة بالروعة دي في السرد والكتابة المليانة مشاعر جميلة ، مع اني الأيام بقرأ حاجات رومانسية بس عجبني اوي البوست ده ويمكن أروع حاجة كتبتيها فعلاً لأني حسيتها

    جميلة يا علياء يا جميلة :) ,, خلتيني اعلق باطراف صوابعي :D

    حمستيني كمان انشر اللي كاتبه لاني حفظته من كتر ما قرأته :)

    بوست ورحلة واغنية هايلة

     
  • At 4/14/2007 5:31 am, Blogger إبـراهيم ... said…

    يا سلاااااااااااام ، طب والله حلووو قوووي ، وجمييل جدًا ، المشكـلة يا علياء الواحد مش عارف يتكلم عن أسلوبـك ف الكتـابة ، ولا رحلتك للقاهـرة ، ..........
    عمومًا هنمشيها أسلوبـك ف الكتـابة ، وده حلو ... وعاججبني جــدًا ... بحس إنـك بتكتبي بتركيز كماااان ....

    تحياااااااتي ، ومعلش ع الحروف اللي بتتكرر صحيح :)

     
  • At 4/14/2007 3:06 pm, Blogger محمد عبد الغفار said…

    ماهى بتنادى لما انبح صوتها ولا حد جاوب

     
  • At 4/14/2007 7:57 pm, Blogger ALiaa said…

    توتة توتة
    و نا ماقدرش علي زعل شعنونتي توتة



    AbdElRaHmaN Ayyash
    يا هلا بأحسن ناس.... و انا كسبت جنيه دهب
    :D


    بيسوو
    أنا بصراحة أقدر أكون غير كدة..بس بمزاجي بحبها
    ;)


    عالمى ازرق
    أليكس دايما زحمة و رغم كدة بحلم كل مرة و نا راجعة منها امتي هروح تاني
    احنا ما نعرفش نعيش الا في الزحمة يا ستي
    منورة

     
  • At 4/14/2007 8:02 pm, Blogger ALiaa said…

    الناي الحزين
    المرة الجاية تبقي معايا يا ميرو... و تخرجي من مود العمل دااااا


    Abd El Rahman
    لا لا لا انت بتدور علي ضحية و تقول هي اللي قالت لي.... أنا بريئة من أفعالك يا جادو...و سعيدة انه عجب سيادتك....انت بتكتب بأطراف صوابعك لأسباب أخري صحية....غلسة أنا عارف…




    إبـراهيم ... معـايــا
    مانت هتتكلم عن أسلوبي بس مش عن الرحلة يا أستاذ ابراهيم عشان انت كنت عازمني علي الخروجة دي في نفس اليوم بس ماحصلش نصيب..... الا صحيح ما قابلتكش صدفة هناك ليه؟؟؟
    :P

    Mohamed A. Ghaffar
    جاوبوا يا أستاذ محمد بس قليلين أوي

     
  • At 4/14/2007 10:04 pm, Blogger Amr Ahmed said…

    كويس انك قضيتي يوم حلو

    احنا عندنا اماكن كتير مبنفركش نزورها


    ياريت نغير شوية

     
  • At 4/15/2007 9:01 pm, Blogger david santos said…

    Hello!
    Very good, have a good weekend

     
  • At 4/16/2007 11:33 am, Blogger حائر في دنيا الله said…

    لا شك ان كل المصريين عدا اتنين تلاتة عارفين نفسهم- يعشوق تراب هذا الوطن ويتنفسونه حبا وولعا به
    المشكلة اننا نحبه على الورق فقط ولم نخرج هذا الحب افعالا ملموسة

    تلك التدوينة رائعة جدا جدا

    لك تحياتي

     
  • At 4/16/2007 2:43 pm, Blogger مـحـمـد مـفـيـد said…

    والله يا علياء
    مصر دي في وجدان اي واحد
    لكن دايم الذهب يعلوه بعض الغبار ولكنه يبقي ذهباً

     
  • At 4/17/2007 2:59 pm, Blogger 3lool said…

    شوفي بقي انا غير كل الناس اللي فوق دول
    انا ولا مصر هي امي

    ولا في وجداني

    ولا بعشق ترابه


    واللي انتي بتتكلمي عنها في البوست ده مش مصر اللي احنا فيها دلوقتي

    لا

    دي مصر اللي كانت

    ولو علي الحضارات
    فالحضاره الاسلاميه مش كانت في مصر بس والاسلام نور بلاد كتير دخلها

    ولو علي الحضارات غير الاسلاميه
    ففيه بلاد كتيييييييير قوي كان فيها حضارات عظيمه بدايه من الاغريق واليونان والخ الخ

    انا كان عاجبني البوست لكن لحد الكلمات دي ومش بقي عاجبني خالص

    ما ينفعش أحس بالذل و الدونية و أنا صاحبة تاريخ و أصالة و فكر و دين

    يافرحتي بالتاريخ اللي ملوش مستقبل
    ويافرحتي بالفكر اللي مش ليه حد يرعاه
    ويافرحتي بالدين اللي بقي مكتوب اسم في شهاده الميلاد

    عامه ده رأيك وده رأيي والاختلاف في الرأي لايفسد للود قضيه

    ملحوظه:
    انا مليش في السياسه ولا بحبها احسن حد يفسر كلامي من منطلق السياسات والاحزاب

     
  • At 4/18/2007 8:59 am, Blogger ALiaa said…

    Amr Ahmed
    مش كدة برضو؟
    منور يا عمور




    david santos:
    helo david, yr blog is written in non english & i dont think u understand arabic, but nice to see u :) and have a cool weekend too



    حائر في دنيا الله:
    علي الورق لأن مش مسموحلنا أكتر من كدة.. سعيدة بابداء اعجابك بها



    مـحـمـد مـفـيـد
    دايما الذهب يعلوه الغبار
    good quote:)
    منور يا أستاذ محمد دائما



    3lool :
    نورتي يا علول.... ماحدش هياخد كلامك علي محمل الأحزاب لأنك مامستيهاش لا من قريب و لا بعيد.... انتي زيك زيي لأني من الغاضبين المتحسرين علي مستقبل هيكون خراب لأن هي دي النتيجة الطبيعية.....لو كنتي قريتي البوست من الأول هتلاقيني كاتبة تعودت الا أنظر أبدا اليها و هي تفتح لي كيانها.... أيوة قرفانة و زهقانة و طهقانة من الحال بس مش مفروض أنسي ان البلد دي مش هي اللي دلوقتي ... في أصل غير دا كان قوي جدا بس طبيعة زوال الحضارات لما بتنحل بفعل المخربين..... زوري الأماكن دي و اقري في التاريخ و حبي البلد اللي كانت عشان تعرفي تأملي في بكرة أفضل.... شكرا لمرورك يا جميلة

     
  • At 4/18/2007 5:00 pm, Blogger 3lool said…

    معلش انا رجعت تاني بتعليق رخم

    ايه اللي اوحي لك ان انا واحده مش واحد

    اصل دي يمكن تاني او تالت مره يحصل الحكايه دي

    معلش ياريت تقوليلي علشان انا لو كاتب حاجه في مدونتي وانا مش واخد بالي

    تسلمي علي ردك المتفهم

    تحياتي

     
  • At 4/18/2007 5:00 pm, Blogger 3lool said…

    معلش انا رجعت تاني بتعليق رخم

    ايه اللي اوحي لك ان انا واحده مش واحد

    اصل دي يمكن تاني او تالت مره يحصل الحكايه دي

    معلش ياريت تقوليلي علشان انا لو كاتب حاجه في مدونتي وانا مش واخد بالي

    تسلمي علي ردك المتفهم

    تحياتي

     
Post a Comment
<< Home
 
 
أقر أنا المذكورة ادناه ساكنة في العنوان اياه


Name: ALiaa
From: cairo, Egypt
About me:
More..
بار المزيكا:الجريدة-مارسيل خايفة
الاقصى
ساالخير علي الناس الجميلة

اذا حار أمرك في معنيين و لم تدر أين الخطأ و الصواب....فخالف هواك فان الهوي يقود النفوس الي ما يعاب.............. رحم الله الشافعي
اللي اتكتب في الفترة دي

في عزلتي وحدة تكفي لكم جميعا.............. فتعالوا

من شعر الحكمة العربي القديم
دع الاقدار تفعل ما تشاء وطب نفساً بما فعل القضاء ولا تفرح ولا تحزن لشيء فان الشيء ليس له بقاء
قالوا

الحياة إما أن تكون مغامرة جرئيه ... أو لا شيء هيلين كيلر

ابليس و دهائه

العجب لبني آدم ! يحبون الله ويعصونه ، ويبغضونني ويطيعونني

ان كيدهن عظيم

تشاجر زوجان وامتنعا عن الكلام ، وقبل أن يصعد الزوج للنوم ، قدّم لزوجته ورقة مكتوب عليها : ايقظيني الساعة الخامسة صباحاً ، وفي اليوم التالي استيقظ الزوج ، ونظر الساعة فوجدها الثامنة ! فاغتاظ ، ثم لبس ثيابه ، ولما أراد الخروج ، نظر فرأى ورقة مكتوب عليها : استيقظ ، الساعة الآن الخامسة

بيان من مرسيل خليفة وقاسم حداد

عندما ذهبنا إلى التراث العربي بحثاً عما يضئ حاضرنا، ونستعيد به ما نسيناه وما افتقدناه في حياتنا الراهنة، نعني الحب، جلبنا درّة الحب الخالدة، شعلة الوجد التي لا تخبو جذوتها ما دام هناك عاشق أو عاشقة يتنفسان الحب. جلبنا حكاية من ذابَ – وقيل من جُـنّ- حباً، وقمنا بصقل الحكاية بما تيسر لنا من شعر وموسيقى وغناء ورقص ودراما. وما كان لدينا غير مطمحٍ واحدٍ: أن نحرض الناس على الفرح لا الغياب، على الحياة لا العدم. كانت غايتنا أن نعبّر عن العاطفة الإنسانية في أبهى وأنقى تجلياتها، وأن نمجّد الجدير بالتمجيد: الحب. أبداً لم تكن غايتنا أن ندغدغ الغرائز الأدنى عند جمهور جاء، بكل براءته وثقته وفطنته، ليعرف ويستمتع ويفتح قلبه على سعته، بلا موقف مسبق، بلا ضغينة، ولا أحكام. جمهورٌ بيننا وبينه ميثاقٌ من الاحترام المتبادل، لا يمكن أن نحط من قدره بتقديم ما هو فجّ ومسفّ ومبتذل. لكن أبداً لم يخطر ببالنا أن ما نقدمه من عرض نظيف وبريء، ومتجرّد من النوايا السيئة والخبيثة، سوف يتم تأويله –غيابياً- بخلاف ما هو مقصود، وسوف يرى فيه حماة الدين والأخلاق والطهارة عملا فاحشاً ومعيباً، وسوف يرون فيه خروجاً على الشريعة الإسلامية والأخلاق العامة. إن محاولة نواب الكتل الإسلامية، وأتباعهم، التصدي لعمل "مجنون ليلى"، ولكافة فعاليات "ربيع الثقافة" في البحرين، وتشكيل لجنة تحقيق في ما يسمونه خروجاً على الشريعة، مثل هذه المحاولة لا ننظر إليها بوصفها رغبةً في تصفية حسابات سياسية أو شخصية، بقدر ما ننظر إليها، عمقياً، كمحاولة مقصودة، ومنظمة، لإرهاب كافة أشكال الفكر والثقافة، وقمع كل مسعى إبداعي. الثقافة الحرّة، الرافضة للامتثال، هي المستهدفة. إنه دفاعٌ باطلٌ، عقيمٌ، مشكوكٌ فيه، عن دينٍ لا يستمد قوته وعظمته واستمراريته من العنف (اللفظي والبدني) الذي يمارسه فقهاء الظلام وتجار الفتاوى، بل مما يدعو إليه من تعايش وتسامح ومحبة. دينٌ، في جوهره، قائمٌ على الحوار والاجتهاد. دينٌ لا يحتاج إلى دم شاعرٍ أو صمت أغنيةٍ كي يحافظ على بقائه، لا يحتاج إلى صراخ وانفعال وتشنج في الدفاع عنه. إنها دعوة صريحة ومباشرة للانغلاق، لمصادرة حق الآخر في التعبير، لإنكار تعددية الأصوات، والمفارقة أن تنطلق هذه الدعوة من موقعٍ (برلمان) يُفترض فيه أن يكون منبراً لمختلف الأصوات والاتجاهات. إن مثل هذه الدعوة لا تحتقر الإنسان الحر، الراغب في المعرفة والمتعة، لكنها تحتقر أيضاً بلداً متحضراً ينتمي إلى القرن الحادي والعشرين. لذا يحق لنا أن نتساءل: هل يليق بوطن متحضر أن يمثّل شعبه نوّابٌ يتوهمون امتلاك السلطة.. سلطة المنع والكبح والمصادرة؟ نواب ترتعد فرائصهم كلما لاحتْ في الأفق قصيدة أو أغنية لا تمتثل لشروطهم فيستنفرون الكراهية والتعصب؟ نوابٌ يرون الشيطان الرجيم يسكن في كل أغنية أو رقصة أو مشهد أو نص؟ نوابٌ يظنون أن الله يبسط، لهم وحدهم جناحَ الرحمة ويعادي الآخرين؟ نوابٌ ليس من مهمات (مجلسهم) أن يعطي شعباً برمته درساً في الأخلاق، ولا لأحدٍ منهم أن يعلمنا الوطنية. ما يحدث هنا، حدث ويحدث في أراض عربية متفرقة.. بشكل أو بآخر. المثقف العربي متهم دوماً، أو عرضة للاتهام في أي وقت، ما دام يبدع. لذا فهو ليس مطالباً بأن يبدع فحسب، لكن أن يدافع أيضاً عن إبداعه ضد قوى القمع المتربصة به عند كل منعطف. يحق لنا هنا أن نحيي ونعانق جميع القلوب العاشقة والعقول الحرة، التي عبرت عن تمسكها الجميل بالحب وبالحرية، مسألتان لا يمكن التفريط فيهما كلما تعلق الأمر بالحياة والإبداع، نريد أن نقدر الموقف الحضاري الواضح والجرئ، مطمئنين بأن ثمة مستقبلاً جميلاً لا يمكن لأحدٍ منعنا من الذهاب إليه أحراراً، وبمختلف اجتهاداتنا الفكرية والفنية. نضم صوت شعرنا وموسيقانا إليكم، لنقول لهم معاً: ارفعوا أيديكم عن حناجرنا.

الحتت دي تبعنا
مواقع لطيفة
صحاب و مدونين سكر
Designed-By

Visit Me Klik It
Credite
15n41n1