Wednesday, December 27, 2006
شديد البرودة

ليل شديدالبرودة… لم تسمع منبه الهاتف الشخصي للاستيقاظ فجرا أو ربما سمعته و لم تستطع الخروج من بين طيات الأغطية الثقيلة الدافئة,,, تستيقظ صباحا علي رنة الهاتف و تغلقه ولكن الهاتف يرن مرة و أخري حتي قامت رغما عنها,,, تتجه الي المطبخ و تجد أمها مازالت في المنزل و تصنع افطار رائحته اللذيدة تغزو أغشية أنفها,, تقرر انها لن تذهب للعمل و لكن رغم البرد مضطرة للنزول لتسلم أول راتب في حياتها,,, تتردد ما يستحق النزول و تقرر الذهاب,,, تغير ملابسها ثلاث مرات و تغادر المنزل,,, باب المبني مقفل و الهواء من شدته يعيقها عن فتحه ,, فتحته أخيرا… تبحث عن السيارة و السائق,,, وجدته يستقبلها بابتسامة باردة ,,الجو حقا قارس البرودة… تعود الي منزلها و ترتدي بالطو جلد بعد أن نفضت عنه التراب و تنشقت رائحة الزمن منه
ما أقسي هذا البرد الذي لايخجل الهجوم حتي يصل الي عظامها… لقد كرهت دائما تلك الأيام القليلة - من شهور الشتاء القليلة- التي تتسم بالبرد القارس و تسميه برد قاتل ,
وصلت ورأت وجوه مألوفة و صافحتم كيف حالكم,, الدنيا كما هي,, لن يرضوا أبدا عن حالهم, انهم يتزاحمون لتسلم الراتب,, يالهي أموعودة دائما بالزحام؟ الزحام الزحام الزحام … أخيرا وصلت للشباك,,, تجد شخص طويل ورائها يمد يده و يعطي الموظفة البطاقة و يغازلها و هي تبتسم ابتسامة بلهاء,,,, و ابتسمت هي أيضا ابتسامة استهزاء. تنتظر ساعة,,, أخيرا تسلمت راتبها,,

تذهب لتري صديقتها… وصديقة صديقتها..… تضحك معهم قليلا و تتمني لهم التوفيق و تتركهم.. تتجه الي السيارة و يفتحها السائق بالريموت كنترول,, ,,, يعطي السايس جنية مطبق و تسأله كم أعطيته؟ يضحك و يقول لم أعطه شئ كأنه يعطه من جيبه,, تتعجب ,, كل انسان داخله جزء يريد أن يظهر الكبرياء أو التكبر بمعني أصرح علي من هو أقل اقتصاديا!!

تتحرك السيارة ,,, يا الهي,, الجو خانق و الزجاج مقفل ... تتصل أختها تخبرها أن يمروا ليأخذوها المنزل معها..تكد كل هذا من أجل مرتب حقير لا يتساوي مع قدراتها العملية و العلمية
تفتح زجاج السيارة علها تستنشق بعض الهواء النقي بعيدا عن أنفاس السائق الكريهة و امتزاجها برائحة الخزازة
تتنشق هواء نقي... شبه نقي...الأتوبيس يتحرك بجانبها و ينظر الركاب الي لا شئ
الغيوم تكثر و تخبئ الشمس ورائها... الطيور تحوم سابحة في السماء تسبح علي بعد قريب من الأرض تبشر بهطول الأمطار
تري نبات متسلق علي مبني مبني بالطوب الأحمر و يصنع شكل غريب و خطوط متعرجة و كأنه أقسم ألا يترك المبني حتي يصل لقمته... نعم مخلوقات حية

اختفت الطيور... اغمقت السماء و نزلت قطرات الماء
ما أجمل رائحة الماء ,,, تخرج رأسها فتبتعد عن رائحة أنفاس السائق أكثر و تذوق طعم القطرات ... تمحيها عن جلد البالطو..الناس في الأتوبيس واضعين رؤوسهم علي أيديهم,,, تهم بالابتسام فوجدت نفسها علي نفس الوضع فضحكت
أختها الجميلة و شريكة غرفتها,,, تحبها جدا و تحب قلبها النقي الكبير و تدعو أن يكرمها الله في حياتها و اخراها
تري مبني جديد يتم بنائه مبني فخم في مكان شعبي مزدحم... كفاكم زحام يا قوم..

لافتات كثيرة في كل مكان,, لافتة كتب عليها السوق العربية المشتركة و فوقها غرابين يتأهبا للقتال و بدأ القتال ليكون واحد فقط هو المالك و لا يتقاسما المكان,,, تري أسيكرمه و يدفنه؟َ! أم ان الغربان أيضا أصابها التغير؟؟
تتـأمل اللافتات,, لا تجد ما يلفت انتباهها...تنقشع السحب و تحاول الشمس أن تجد مكانها وسط الغيوم و الغيوم تمنعها قليلا ثم تتركها تحاول,,, ربما يوما ما ستجد لافتة تلفت انتباهها
رائحة روث في الشارع و أمامها شجرة فل بعيدة تتمني أنفها أن تقفز من فوق رائحة الروث لتصل للفل... سائق تاكسي يلقي بقشر اليوسفي من الشباك... و اخر يوقف السيارة ليلقي أعقاب السجائر في الصفيحة السوداء بالرغم من وصول القمامة للقمة و خروجها من الصندوق.

تصل لمقر عمل أختها.. الشمس نجحت و سطعت من وسط سحب بيضاء و السماء بلونها المبهر,, تنجح للحظات لتزحف السحب حتي تخفيها و لكن أثر ظهورها مازال قائم,,, اختفت العصافير الحائمة القريبة من الأرض و سكنت أشجارها,,, تسمع زقزقتها لثاني مرة في حياتها,,, ما أجمل هذا الصوت و كأنه كلام السكون.. تسمع صوت ترانيم مختلط معه قران ...اين مدعي الفتنة؟؟!! أم انهم يسمعوا كل شئ انتقائيا
ها قد أتت أختها,, الحانية الرقيقة و في يدها لوح زجاج للرسم,,, يركب السائق و معه رائحة أنفاسه أشد عنفا و عبقا بالجو,, يمروا بالبيت لكن سيذهبوا الي عامل الزجاج,,,تتنتظر بالسيارة و قد اشتد البرد حتي أصبح هو أيضا له رائحة ذكرتها برائحة الهواء و برودته علي شاطئ بحر اسكندريةستذهب المنزل أخيرا ,,, انها تري بيتها من بعيد صغير للغاية... تدخل بيتها و تلقي السلام,,, ما أفخم هذا المنزل و أدفئه....هذا هو كهفها... ليس عليها أن تسكن وحدها حتي تجد كهفها... يمكن أن تجد كهفها وسط أناس أحبتهم
.

Labels:

posted by ALiaa @ Permalink ¤12/27/2006 08:50:00 pm  
8 Comments:
  • At 12/28/2006 5:20 am, Blogger بين الأمل و اليأس said…

    ياه الشتا رغم برودتة وخنقتة بسبب السقيع ده لكن دايما بيرتبط بنقاء وبشد للهدوء ليه معرفش
    اسلوب رائع وجميل وتفاصيل مختلفة ونقاط مغزاها عميق
    يوم في حياتي
    بس عشان نستنشقرائحة قطرات الماء والشتاءلا زم ندوق البرد ونتجمد
    انا عن نفسي من بعد ماسبت الشغل مابتحركش من تحت البطانية وطول النهار قدام الكومبيوتر وقدام التفزيون
    مفيش حاجه بتيجي بالساهل
    الدفاء يبقى نتحرم من عبق الشتاء
    بس بجداحساس راقي وجميل جدا
    وربنا يسترها

     
  • At 12/28/2006 2:49 pm, Blogger Amr Ahmed said…

    اولا كل سنة وانتي طيبة

    الموضع تحفة

    علي الرغم ان البرد قاسي لكنه لذيذ

    احلي حاجة بقي ان الواحد يخرج في البرد كده

    ويرجع البيت علشان يحس بالدفا

     
  • At 12/28/2006 8:57 pm, Blogger Racha Khoury said…

    علياااااااااا

    جميلة جدا جدا
    بجد كلماتك اكثر من رائعة

    كل سنة وانت احلى وانقى وارق دايما
    كل سنة والسعادة دايما في طريقك

    تحياتي يا رائعة

     
  • At 12/28/2006 9:42 pm, Blogger safa said…

    كل سنة و أنت طيبة ياعلياء و عيد سعيد عليك و على أختك الجميلة, كم كنت أتمنى فى شريكة للغرفة مثلك و لكن القدر منحنى شركاء و لا يوجد بينهم شريكة واحدة أشعر بالدفء معها و لو للحظة واحدة فى العمر

     
  • At 12/29/2006 1:16 am, Blogger الناي الحزين said…

    السلام عليكم

    الي الجميله علياء

    اولا كل سنة وانتي بالف صحة وسلامة
    ويارب السنه الجايه تكوني علي جبل عرفات وتكوني حققتي كل اللي بتتمنيه

    ثانيا الموضوع رائع
    بجد بجد جو الشتاء هذا يستاهل ان ينحني الشخص رافعا قبعته الي الشتاء والمطر عند الفدوم

    وطبعا احلي حاجه في الموضوع انك قبضتي

    والمفروض الفلوس دي كانت تدفيكي
    :)
    ههههه

    اول مرتب ده بيبقي ليه معني جميييييييييل في حياة الواحد
    بس لازم تطلعي منه جزء لله
    وتجيبي حاجه لشريكة غرفتك وبابا وماما وليكي طبع
    هو مش هيكفي كل ده بس يعني اهه خليها عليكي ومتجيبيش ليكي حاجه المرة دي

    :)

    كل سنة وانتي طيبه

     
  • At 12/29/2006 4:36 am, Blogger ALiaa said…

    بين الأمل و اليأس:
    ماهو عشان البطانية و الكسل ما بحبوش,,,, ببقي نفسي أعمل حاجات كتير بس البرد بيعيقني و منور و ربنا يسترها
    :)
    ...................................


    Amr Ahmed:
    فعلا.... لحظة مسك الاربة السخنة بتبقي فانتاستيييييييك
    ...................................


    rasha:
    رشا صاحبتنا عندنا يا مرحبا يا مرحبا
    منورة يا رشرووش
    ...................................

    safa:
    و انتي بألف صحة و سلامة يا صفا... الصحاب موجودين برضو ممكن يبقوا أحلي شريكات عمر
    ...................................

    الناي الحزين:
    و الله يا مروة مروحتش قبل ماطلع منهم... كانت فرصة بقي و أعياد.. و ربنا هاديني عن زمان فاستغليتها فرصة... بس هدايا ليهم؟؟!!!! ازاي طيب؟؟؟ أجيب خمس هدايا؟؟؟ المرتب يجيب هدية لشخص واحد أو هديتين لو استبخلت أوي!!! بلا هم ووجع قلب

     
  • At 12/30/2006 12:38 am, Blogger FATMA said…

    مكنتش اعرف ان حواديتك جامده كده

     
  • At 12/30/2006 8:33 am, Blogger ALiaa said…

    مابجيبهاش من برة يا توتة.... دي حياتي
    :)

     
Post a Comment
<< Home
 
 
أقر أنا المذكورة ادناه ساكنة في العنوان اياه


Name: ALiaa
From: cairo, Egypt
About me:
More..
بار المزيكا:الجريدة-مارسيل خايفة
الاقصى
ساالخير علي الناس الجميلة

اذا حار أمرك في معنيين و لم تدر أين الخطأ و الصواب....فخالف هواك فان الهوي يقود النفوس الي ما يعاب.............. رحم الله الشافعي
اللي اتكتب في الفترة دي

في عزلتي وحدة تكفي لكم جميعا.............. فتعالوا

من شعر الحكمة العربي القديم
دع الاقدار تفعل ما تشاء وطب نفساً بما فعل القضاء ولا تفرح ولا تحزن لشيء فان الشيء ليس له بقاء
قالوا

الحياة إما أن تكون مغامرة جرئيه ... أو لا شيء هيلين كيلر

ابليس و دهائه

العجب لبني آدم ! يحبون الله ويعصونه ، ويبغضونني ويطيعونني

ان كيدهن عظيم

تشاجر زوجان وامتنعا عن الكلام ، وقبل أن يصعد الزوج للنوم ، قدّم لزوجته ورقة مكتوب عليها : ايقظيني الساعة الخامسة صباحاً ، وفي اليوم التالي استيقظ الزوج ، ونظر الساعة فوجدها الثامنة ! فاغتاظ ، ثم لبس ثيابه ، ولما أراد الخروج ، نظر فرأى ورقة مكتوب عليها : استيقظ ، الساعة الآن الخامسة

بيان من مرسيل خليفة وقاسم حداد

عندما ذهبنا إلى التراث العربي بحثاً عما يضئ حاضرنا، ونستعيد به ما نسيناه وما افتقدناه في حياتنا الراهنة، نعني الحب، جلبنا درّة الحب الخالدة، شعلة الوجد التي لا تخبو جذوتها ما دام هناك عاشق أو عاشقة يتنفسان الحب. جلبنا حكاية من ذابَ – وقيل من جُـنّ- حباً، وقمنا بصقل الحكاية بما تيسر لنا من شعر وموسيقى وغناء ورقص ودراما. وما كان لدينا غير مطمحٍ واحدٍ: أن نحرض الناس على الفرح لا الغياب، على الحياة لا العدم. كانت غايتنا أن نعبّر عن العاطفة الإنسانية في أبهى وأنقى تجلياتها، وأن نمجّد الجدير بالتمجيد: الحب. أبداً لم تكن غايتنا أن ندغدغ الغرائز الأدنى عند جمهور جاء، بكل براءته وثقته وفطنته، ليعرف ويستمتع ويفتح قلبه على سعته، بلا موقف مسبق، بلا ضغينة، ولا أحكام. جمهورٌ بيننا وبينه ميثاقٌ من الاحترام المتبادل، لا يمكن أن نحط من قدره بتقديم ما هو فجّ ومسفّ ومبتذل. لكن أبداً لم يخطر ببالنا أن ما نقدمه من عرض نظيف وبريء، ومتجرّد من النوايا السيئة والخبيثة، سوف يتم تأويله –غيابياً- بخلاف ما هو مقصود، وسوف يرى فيه حماة الدين والأخلاق والطهارة عملا فاحشاً ومعيباً، وسوف يرون فيه خروجاً على الشريعة الإسلامية والأخلاق العامة. إن محاولة نواب الكتل الإسلامية، وأتباعهم، التصدي لعمل "مجنون ليلى"، ولكافة فعاليات "ربيع الثقافة" في البحرين، وتشكيل لجنة تحقيق في ما يسمونه خروجاً على الشريعة، مثل هذه المحاولة لا ننظر إليها بوصفها رغبةً في تصفية حسابات سياسية أو شخصية، بقدر ما ننظر إليها، عمقياً، كمحاولة مقصودة، ومنظمة، لإرهاب كافة أشكال الفكر والثقافة، وقمع كل مسعى إبداعي. الثقافة الحرّة، الرافضة للامتثال، هي المستهدفة. إنه دفاعٌ باطلٌ، عقيمٌ، مشكوكٌ فيه، عن دينٍ لا يستمد قوته وعظمته واستمراريته من العنف (اللفظي والبدني) الذي يمارسه فقهاء الظلام وتجار الفتاوى، بل مما يدعو إليه من تعايش وتسامح ومحبة. دينٌ، في جوهره، قائمٌ على الحوار والاجتهاد. دينٌ لا يحتاج إلى دم شاعرٍ أو صمت أغنيةٍ كي يحافظ على بقائه، لا يحتاج إلى صراخ وانفعال وتشنج في الدفاع عنه. إنها دعوة صريحة ومباشرة للانغلاق، لمصادرة حق الآخر في التعبير، لإنكار تعددية الأصوات، والمفارقة أن تنطلق هذه الدعوة من موقعٍ (برلمان) يُفترض فيه أن يكون منبراً لمختلف الأصوات والاتجاهات. إن مثل هذه الدعوة لا تحتقر الإنسان الحر، الراغب في المعرفة والمتعة، لكنها تحتقر أيضاً بلداً متحضراً ينتمي إلى القرن الحادي والعشرين. لذا يحق لنا أن نتساءل: هل يليق بوطن متحضر أن يمثّل شعبه نوّابٌ يتوهمون امتلاك السلطة.. سلطة المنع والكبح والمصادرة؟ نواب ترتعد فرائصهم كلما لاحتْ في الأفق قصيدة أو أغنية لا تمتثل لشروطهم فيستنفرون الكراهية والتعصب؟ نوابٌ يرون الشيطان الرجيم يسكن في كل أغنية أو رقصة أو مشهد أو نص؟ نوابٌ يظنون أن الله يبسط، لهم وحدهم جناحَ الرحمة ويعادي الآخرين؟ نوابٌ ليس من مهمات (مجلسهم) أن يعطي شعباً برمته درساً في الأخلاق، ولا لأحدٍ منهم أن يعلمنا الوطنية. ما يحدث هنا، حدث ويحدث في أراض عربية متفرقة.. بشكل أو بآخر. المثقف العربي متهم دوماً، أو عرضة للاتهام في أي وقت، ما دام يبدع. لذا فهو ليس مطالباً بأن يبدع فحسب، لكن أن يدافع أيضاً عن إبداعه ضد قوى القمع المتربصة به عند كل منعطف. يحق لنا هنا أن نحيي ونعانق جميع القلوب العاشقة والعقول الحرة، التي عبرت عن تمسكها الجميل بالحب وبالحرية، مسألتان لا يمكن التفريط فيهما كلما تعلق الأمر بالحياة والإبداع، نريد أن نقدر الموقف الحضاري الواضح والجرئ، مطمئنين بأن ثمة مستقبلاً جميلاً لا يمكن لأحدٍ منعنا من الذهاب إليه أحراراً، وبمختلف اجتهاداتنا الفكرية والفنية. نضم صوت شعرنا وموسيقانا إليكم، لنقول لهم معاً: ارفعوا أيديكم عن حناجرنا.

الحتت دي تبعنا
مواقع لطيفة
صحاب و مدونين سكر
Designed-By

Visit Me Klik It
Credite
15n41n1